خواطر البداية فى سن الصبا

نعم لم اكمل الثانية والعشرين بعد كنت قد انهيت دراستى فى الجامعة وانا لم ابلغ الواحدة والعشرين سبب ذلك دخول الابتدائية سنة مبكرا عن باقى الأطفال فى سنى ،كنت ولا ازال بعد نهاية الأعدادية تروادنى الأفكار التى تأتى فى مخيلتى طوال الوقت وأنا أتخيل وأحلم وأحلم ، فى سنوات المراهقة الثانوية كنت صامتا فى اغلب الاوقات ومرحا فى الوقت الآخر لم أعرف للواقع وجها سوى اننى تخطيت كل سنوات الطفولة ويجب عليا التكيف مع الوضع المختلف ، كانت البداية بعد اعلان نتيجة الصف الثانى الثانوى كنت قد حصدت 68% علمى هنا بدأت الاصطدام مع واقعى ،فى ماذا كنت أحلم ؟ وهل احلامى مستحيلة؟ ولماذا لم استطع تحقيق احلامى؟ كل ذلك وأكثر ،كنت قد حلمت بالهندسة النووية بعد قرأتى لسيرة الدكتور يحيى المشد ، وكنت اقول لنفسى حتى وان لم استطع دخول قسم الهندسة النووية فى جامعه الأسكندرية فأننى سألتحق بالكلية الفنية العسكرية لأصبح ضابط مهندس فى أعظم عسكرية أعرفها كنت دائما ولساعات طويلة أجلس مع أمى لتروى لى ماذا حدث فى 56 وماذا بعد 67 كنت دائما أسئلها عن رأفت الهجان وعن جمعه الشوان وماذا كانت تفعل عندما حدثت حرب 73 وكيف انتصرنا بدهاء الرئيس السادات الفلاح كما كانت تقول ، كنت اسئلها عن جدها الذى شارك مع أحمد عرابى فى معركة كفر الدوار وكيف جاءوا الى محافظة الدقهلية واستقروا بها ، كانت تحدثنى عن عمها الذى كان يعمل على مركب المحروسة الذى غادر بها الملك فاروق الى ايطاليا .كنت اسئلها عن خالى وعن شظايا النكسة الذى أصابت قدمة اليسرى ، كنت قد حصدت 44 من 50 فى مادة التاريخ وجاءت نتائج الصف الثالث الثانوى لتكون 91 % وبذلك يكون المجموع النهائى 78% حينها كنت أفكر فى كلية التجارة لانى كنت احب الرياضة ، كانت كلية التجارة جامعة المنصورة لا تتناسب مع درجاتى فقررت حينها التوجة لجامعة قناة السويس فرع بورسعيد أمضيت هناك سنتين ثم انتقلت لجامعة المنصورة فى صفقة جعلتنى أدرك أننى مسير ولست مخـــير ، أحلام الصبا كلها كانت تحكيها أقدامى المهزوزة على أرض الواقع ، نعم لم يعلمنى أحد ماذا سأفعل بل كنت استقبل أى مشكلة وكأنها نهايتى المحتمة كنت أدركت ان تخيلاتى حتما ستتقتلنى ، مرت الأيام وبعدها تدريجيا بدأت النزول الى شارع الدنيا ، وأنا أعبر المعدية من بورسعيد الى بورفؤاد كنت أسأل مياة القناة العميقة هل أنا سأعيش ؟طب من أنا ولماذا أريد أن أعيش وما هو المصطلح العلمى للحياة؟ لو قرأ احد كلامى هذا لقال ساخرا اية التفاهة دى .فلتكن التفاهة ولكن سيدى أنا بدأت الأولى فى الحياة متأخرا ،واجب عليا التغلب على تفاهاتى لكى أسير كأى شخص عادى ، وبعد سنوات الصبا وبعدما أصبحت رجلا يحب ويكرة أيقنت كلمة كتبها شخص على توكتوك(( الحياة رحلة تنتهى فى ميعادها))).